السبت، 3 أكتوبر 2009

" هل قصرت يدي عن الفداء و هل ليس في قدرة للانقاذ " (اش 50 : 2)



" هل قصرت يدي عن الفداء و هل ليس في قدرة للانقاذ " (اش 50 : 2)

ثمة سلوك ردىء يصدر عن بعض الناس حينما تواجههم بعض المشكلات وتعصف بهم رياح التجارب فيفتكرون فى أنفسهم أن الله غير قادر على تدبير الأمر ، ومن ثم فباتت الحاجة ملحة إلى تدبير الأمر بطريقة بشرية ، ولو على حساب علاقتهم بالله والسير حسب إرادته فى الامر ..

إن الذين يحسبون أنفسهم أنهم حكماء ومقتدرين فى تدبير أمورهم هم فى الحقيقة وكما وصفهم الكتاب المقدس ، حكماء فى اعين انفسهم ، لا تمت أفكارهم ولا طرقهم بصلة للكمال والبر وإرادة المسيح ، ومن ثم فإن نجاحهم فى تدابيرهم و أعمالهم، إن نجحت ، فنجاحها زمنى وغير مضمون ، بل وربما يكون هذا النجاح سبباً فى فقدانهم للأبدية التى كانوا اليها مدعوون .

العديد من المشاكل التى تواجه الإنسان يمكن حلها تماما بطريقة بشرية ويكون حلها سبباً فى خروج هذا الإنسان كلية من الضيقة او التجربة ، ولكن كان حلها ليس على حسب إرادة الله ، وهناك العديد من الفوارق الجوهرية والكبيرة بين السلوك وفقاً للإرادة الإلهيه والسير حسب آهواء الفكر والميول الشخصية للإنسان ، يعوزنا الوقت والصفحات لتبيانها ..

ولكى نتفادى الوقوع فى دائرة التدبير البشرى للأمور يلزمنا ممارسة بعض الأمور والتى منها : التآنى وإنتظار صوت الرب، طلب المشورة الصحيحة وإظهار الإستعداد الصادق للعمل بها ، إتضاع الفكر ، التآمل فى عاقبة المخالفين لصوت الرب والرافضين لإرادته فى حياتهم ، تكريس بعض الوقت للصلاة من أجل معرفة المشيئة الإلهية ...

وطريقة تعاملنا مع الظروف الصعبة التى واجهناها فى حياتنا سابقاً تبرز موقفنا من إرادة الله ودرجة إستعدادنا للعمل بهذة المشيئة.

يا صديقى لابد ان نحمل فى أرواحنا وأعماقنا كل حين ان العمل بإرادة الله عمل لا غنى عنه وضرورى لكل الذين يبتغون سلام الله و فرح القلب ، والسير بغير هذا القانون مخاطرة لا يوصف ما تآتى به من شرور وآزمات ، فحرى بك أن لا تتكل على أفكارك لئلا ياتى عليك اليوم الذى تسمع فيه الصوت المخيف من الرب " هانذا جالب شرا على هذا الشعب ثمر افكارهم " (ار 6 : 19)

والحقيقة التى لا يمكن تجاهلها أو التغاضى عنها ولا تقبل التآويل أن النفوس الرافضة والمعرضة عن سماع صوت الله والعمل بمشيئته سيأتى عليها اليوم الذى فيه ستبكى وتندم كثيراً ولا ينفعهم ذلك بشيئاً ، وسيشتهون صوت الرب ولا يسمعونه ، وسيرجون سلاماً حقيقاً ولا يجدون ، وذلك لأنهم قد اختاروا لانفسهم طريقاً مظلماً ومجداً زمنياً ، وها هم الآن يآكلون من ثمرة أعمالهم ، ولا بديل أو مفر مما يجتازون به .

إن إرادة الرب للإنسان أن يحيا فى ظل عنايته سامعاً صوته طائعاً لمشيئته ، فلا تظن أن أفكارك بعيدة عن مشورة الله ستقودك إلى سلام حقيقى ونجاة أكيده ، لأنه مكتوب " لان جهالة الله احكم من الناس و ضعف الله اقوى من الناس " (1كو 1 : 25 ).. لك القرار والمصير.




www.tips-fb.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق