الاثنين، 21 سبتمبر 2009

سقوط آدم عظيم ومحبة الله أعظم


سقوط آدم عظيم ومحبة الله أعظم
************************

عندما سقط أبونا آدم فى التعدى والمعصية وخالف الوصية الإلهية كان من المتعين أن يتحمل آدم تبعة مخالفته للوصية المقدسة وثمرة تعديه على هذه الوصية لأن " النفس التي تخطئ هي تموت "(حز 18 : 4) ، وأدم أخطىء فكان لابد أن يموت .
ولكن ظهر لأدم أن محبة الله أعظم من مخالفته وأعظم من ضعفه الذى جعله يقتاد ويسقط ويأكل من الشجرة المحظورة …لم يكن هناك على عاتق الله ما يجعله ينقذ آدم و كان العدل الإلهي يقضى بموت هذا المخلوق المميز ، المخالف ، ولكن كانت محبة الله له أقوى من أى شىء أخر..
+ فظهرت أن محبة الله لآدم عظيمة جداً ، لذا كانت لغة تعامل الله معه هى لغة الحب ، حتى بعد السقوط ظلت لغة الله معه هى هى نفس اللغه التى كان يخاطبه بها ، لغة الحب ، رغم التعدى والمخالفة وكسر الوصية .

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فجعلته يخلق آدم بعد كل شىء وهذا يؤكد لنا أن الإنسان مخلوق للسيادة "

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ،فعندما خلقه الله وضعه فى أفضل مكان وأوجده فى أعظم حال " و غرس الرب الإله جنة في عدن شرقا و وضع هناك ادم الذي جبله…. و اخذ الرب الإله ادم و وضعه في جنة عدن " ( تك 2 : 8 ، 15 ) …

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ، عندما خلقه إذ أعطى له تميزاً واضحا وإكراما عظيماً فخلقه الله على صورته ومثالة " و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا… " ( تك 1 : 26 ، ) ، خلقه على صورته ومثاله فى أمور كثيرة كالجكمة والذكاء والفطنة والبر والكمال والبهاء والحب والجمال ، وذهب البعض إلى القول بأن آدم كان أشبه جماله بابن الله على جبل التجلي!!

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فعندما كان يخلق الله شيئاً ما كان يقول عنه أنه حسن ولكن عندما خلق الله آدم قال عنه أنه " .. حسن جدا " ( تك 1 : 31).

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ،فلقد خلقه الله على صورته ومثاله فى القدرة على الحب ، وما أعظم هذه العطية .

+ ظهرت محبة الله العظيمة لأدم فجعلت أدم يتسلط على كل شىء ويخضع لنفسه كل شىء " فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض " ( تك 1 : 26 )

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم ، فبعدما خلقه الله أعطى له البركة " و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املئوا الأرض و أخضعوها و تسلطوا … "( تك 1 : 28 ) ، وهذا يعنى أن آدم وجد فى غنى عظيم وكان يملك ويتحكم فى كل شى مخلوق.

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم عندما أعطاه السراج الذى ينير له الطريق ويكشف له عن نوعية الأفاق التى يرغب فى أن يسلك فيها ، "سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي " (مز 119 : 105). هذا السراج هو الوصية المقدسة ، الوصية التى أوصى الله بها أدم ولكنها رفضها وسلك تبعاً لميوله وإرادته ورغباته وحسب مسرة الحية .

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم عندما ترك له فرصة أن يعطى اسما لحيوانات الأرض وطيورها ، وكأنه السيد والمالك والمدبر" و جبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها إلى ادم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها. فدعا ادم بأسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية" ( تك 2 : 19 ، 20 ) .

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم عندما وجده الله وحيدا فقال " … ليس جيدا أن يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره… فأوقع الرب الإله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من أضلاعه و ملا مكانها لحما.و بنى الرب الإله الضلع التي أخذها من ادم امرأة و احضرها الى ادم. ( تك 2 : 18 ، 21- 22 ).

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى أنه بعدما سقط أدم المخلوق المتعدى والمخالف ، أظهر الله له رحمة وعناية بالغة واهتمام فائق ، وصورة عظيمة ومؤكدة لهذه العناية نجدها عندما صنع الله لآدم و امرأته أقمصة من جلد و البسهما ( تك 3 : 21 ) ودبر لهم الخلاص والنجاة من الموت الذى كان سيلحق به وبنسله ثمرة تعديه ومعصيته .

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى أنه بعدما أخطىء أدم لم يتركه يواجه مصير تصرفاته وتبعة مخالفته للوصية بل أعطى له وعد بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك 3 : 15) وقد كان ، فلقد جاء السيد المسيح وسحق رأس الحية ؛ إبليس ،

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى أنه بعد أن أخطأ أدم ظل الله يفتقده ويتكلم معه ويعالج ضعفاته ويقويه ويعزيه ويظهر له رحمه ، وهكذا أيضاً مع باقى نسله مثلما رأينا اهتمامه بقايين بعدما قتل أخيه هابيل ،و عنايته بيعقوب بعد أن خدع أخي عيسو وسرق البكورية منه، وبداود بعد سقوطه مع بتشبع ، وغيرهم .

+ ظهرت محبة الله العظيمة جداً لأدم فى انه بعد أن سقط آدم هذا أوجد له الله رجاء عظبم فى العودة للوجود فى الحضرة الإلهية ثانية والوجود فى نعيم الفردوس الأول الذى طرد منه، هذا الرجاء أوجده الله فى المسيح يسوع الذى عتق أدم من الموت وأنتقل بالجنس البشرى من الموت إلى الحياة .
وهناك تقليد يهودى طريف يقول: أن آدم بعد أن طرد من جنة عدن قال للملاك الواقف لحراسة طريق شجرة الحياة: ولكن متى أعود إلى الجنة مرة أخرى؟!! فأجابه الملاك: عندما ترجع بالوجه الذي أعطاه لك الله في الجنة!!

وبهذا يظهر لنا جليا أن اهتمام الله بأدم سبق وجوده وخلقته وأيضا رأينا هذا الاهتمام ظاهراً قبل سقوطه واستمر الاهتمام هو هو بعد السقوط ، اهتمام يفوق الوصف والخيال والتوقع .. انه الله المحبة ، كلى الحب ومصدر الحب وينبوعها ، قلبه لا يتغير وحبه لا ينتهى ومراحمه لا تعرف التوقف " هى جديدة كل صباح كما عبر عنها أرميا النبى (مرا 3 : 23) ولا تظن ياصديقى أن الله فعل ذلك مع آدم فقط أول مخلوق بشرى ، بل معك أنت ،لانك كنت فى صلب أبيك أدم وقت أن أعطى له الله له كل هذا الاهتمام والتدبير والعطاء ، لذا فأنت شخصيا ، موضوع اهتمام الله وتدبيره وعنايته من البدء ، وليس فقط من يوم وجودك كجنين فى الرحم ، إن اهتمام الله بك وعنايته بك تفوق الوصف ولا تستطيع الكلمات أو العبارات أن توصفها ولو من بعيد .. لذا نحن مديونين لله بكل شىء … ولانملك أى شىء من الخيرات والبركات التى نحيا فيها .. " لان منه و به و له كل الأشياء…. " (رو 11 : 36)
إن واجبك اليوم يا صديقى أن تشكر وتسبح وتمجد وتبارك الله وابنه يسوع المسيح الذى حررك وفداك والروح القدس الذى يعمل فى كل حين من أجل أن تكون لك عيشة مباركة وحياة أفضل فى المسيح يسوع ، فهل تقبل إليه الآن لكى يعيدك إلى مكانك الأول ومكانتك الأولى والوجود ثانية فى الحضرة الالهية .. ان أدم الأول فشل فى ذلك تحقيق ذلك ، أما آدم الثانى فقد نجح فى أن يحقق ذلك وبقوة و بانتصار عظيم ، فهل تقبل إليه الآن لكى تتمتع معه بروعة هذا الانتصار ، هل تسأل كيف أبدأ مع المسيح ؟ سأقول لك بالصلاة وبتسليم الحياة للمسيح أرفع قلبك الأن ولا تدع الفرصة تفوتك .. لك القرار والمصير.











www.tips-fb.com

عروس النشيد والثعالب المفسدة للكروم

[ عروس النشيد والثعالب المفسدة للكروم ]

———————————–

يقدم لنا الكتاب المقدس مثلا فريدا للنفس البشرية فى اطار تعاملها مع عريسها السماوى عبر كل الظروف .. هذ المثل الفريد هو عروس النشيد التى تظهر لنا فى هذا السفر ، سفر نشيد الأناشيد.
هذه العروس نستطيع أن نتخذها قدوة حسنة فى تعاملنا مع عريسنا السماوى .. ففى لحظات تعاملها مع عريسها السماوى نجدها فى غاية الشبع والسرور والسلام ،، وحينما تدخل فى حياتها الثعالب الصغيرة يفسد فيها كل حسن وجميل ، ويظهر منها الحزن والنحيب والبكاء …

ففى أوقات تعاملها مع عريسها السماوى نجدها فى غاية الفرح والشبع ثمرة التصاقها ب
ه ..
فتجلس مع نفسها وتقول " كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن اجلس و ثمرته حلوة لحلقي… أنا لحبيبي و حبيبي لي … أنا لحبيبي و إلي اشتياقه.
" ( نش 2 : 3 ، 6 : 3 ، 7 : 10 ، )

تخرج وتقابل بنات أورشليم ، تفتخر بحبيبها وعريسها السماوى وتصفه لهن قائلة " حبيبي ابيض و احمر معلم بين ربوة. رأسه ذهب إبريز قصصه مسترسلة حالكة كالغراب. عيناه كالحمام على مجاري المياه مغسولتان باللبن جالستان في وقبيهما. خداه كخميلة الطيب و اتلام رياحين ذكية شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا.يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد بطنه عاج ابيض مغلف بالياقوت الازرق. ساقاه عمودا رخام مؤسسان على قاعدتين من ابريز طلعته كلبنان فتى كالارز." ( نش 5 : 10 – 15 ) .
وينظر عريسها إلى كل هذا الحب العظيم والإشتياقات المباركة فيصير لها مرشدا أمينا يعرفها كل شىء ويكشف لها عن كل أسراره ويرشدها لما فيه خير وسلام لها " إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على اثار الغنم و ارعي جداءك عند مساكن الرعاة." ( نش 1 : 8 ) .
وما أكثر العبارات التى وردت بهذا السفر والتى تظهر جلياً مداعبة هذا العريس للنفس البشرية وعمق محبته لها .
ودوام الحال من المحال كما يقولون ، سيما فى معترك الجهاد الروحى ، فهناك ثعالب صغيرة مفسدة للكروم ( نش 2 : 15 ) نجدها تتسرب لحياة هذه العروس ، فتؤثر على علاقتها بعريسها ويسلبها محبتها لهذا العريس أو يضعف من روح المحبة هذه ، والنتيجة لذلك نراها فى تحول الحبيب عنها ( نش 5 : 6 ) وبعده عنها وإهماله اياها الى حين ( نش 5 : 6 ) والخجل والصغر أمام بنات أورشليم التى كانت تفتخر أمامهن بهذا العريس السماوى وصفاته الفريدة ( نش 5 : 8 ) .
ولكن فى وضوح شديد يُظهر لنا السفر أن محبة هذا العريس السماوى للنفس بشرية أعظم من أى فتور أو ضعف تجتاز به هذه النفس وأن لذاته مع هذه النفس أسمى من أن يُعبر عنها ، فبعد هذه العروس عن عريسها السماوى هو موت ، ولكن يظهر لنا هذا السفر ويؤكد تماماً أن محبة أن المحبة أقوى من الموت .. لذا نجده فى إتضاع عجيب ومحبة غامرة يترجى هذه العروس ، فى لحظات جحدها لمحبته وبعدها عنه نجده رغم كل ذلك يترجاها سائلاً إياها أن تفتح له وتقبله ، "افتحي لي يا اختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلا من الطل و قصصي من ندى الليل. " ( نش 5 : 2 ) ، وكأنه هو الذى كان السبب فى تدمير هذه العلاقة الحمبمة والعظيمة التى كانت تجمع بين وبين هذه العروس ،ولكن يظهر لنا هذا السفر مدى القساوة والكسل الذان من هذه العروس فبعد أن أظهر لها عريسها السماوى الوفير من المحبة والاتضاع نجدها تعبر فى كلمات تحمل فى طياتها كل معانى الكسل والفتور قائلة " قد خلعت ثوبي فكيف البسه قد غسلت رجلي فكيف اوسخهما." ( نش 5 : 3 ) ، حقا ما أردى مشاعر النفس البشرية عندما ترفض مراحم الله ودعواته ، رغم أن هذه العروس عندما كانت تأتى اليه باكية حزينة كان لا يطيق أن يرى دموعها ، فكان كلما يرى دموعها هذه كان يجبها فى محبة بالغة قائلا " حولي عني عينيك فانهما قد غلبتاني " ( نش 6 : 5 ) … وعندما نتساءل ما الشىء الذى كان وراء حدوث كل هذه السلبيات كالجحود والفتور والجفاف ، سنجد أن هذ الشىء هو الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم ..

فى حياتنا يا صديقى الكثير من هذه الثعالب والتى تكون سببا رئيسيا وفعالا فى أن يحجب الله وجهه عنا ويمنع بعض الخيرات من أن تأتى إلينا ، فجدير بالذكر أنه ليس فقط امتحان الإيمان سبباً فى أن يحيا الإنسان فى نطاق الفقر والتعب والمعاناة ، ولكن توجد خطايا صغيرة نحن فى غفلة عنها أو ربما مسكوت عنها فى حيانتا بفضل اهتمامنا بما للجسد وسعينا وراء المادة ، لذا يوجهة أنظارنا إلى هذا الأمر معلمنا بطرس الرسول واصفا الإنسان الذى أهمل فى الاعتناء بروحة والسهر على نقاوة حياته بأنه" أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة " (2بط 1 : 9) .
لذا فالضرورة موضوعة علينا طالما نحن راغبين فى أن نحيا فى ظل خيرات وبركة وغنى ومجد المسيح والامتلاء من نعمته وسلامه ومحبته ، وطالما نحن بالفعل فى حاجة ماسة للانتفاع بعظم المعونة الإلهية ، فالضرورة موضوعة علينا أن نجلس مع أنفسنا كل يوم لكى نفحص ذواتنا ونختبر طرقنا ونعرف السبب الذى جعل الثعالب المفسدة للكروم تتسرب الى حياتنا .. واذا وصلنا بالفعل لمعرفة السبب فعلينا حينئذ أن نطلب الله لكى يطرد هذه الثعالب الصغيرة لأنه " لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود " (زك 4 : 6) ، فهذا هو عمل روح الله الذى يستطيع أن يقاوم ويطرد هذه الثعالب الصغيرة التى ويجعل من نفسك ايه فى الأرض كلها ويملأك من السلام والبركة فتصير مغبوطاً فى الأرض محبوباً من الكل وفوق هذا كله يصير قلبك مسكنا لروح الله…
إن الله يرغب فى ذلك تماماً ويقدر أن يتمم هذا الأمر لك ، إن كنت ترغب أنت فى ذلك " يا ذاكري الرب لا تسكتوا. و لا تدعوه يسكت حتى يثبت و يجعل أورشليم تسبيحة في الأرض " (اش 62 : 7)

إن من صفات أولاد الله والتى يبرزها سفر نشيد الأنشاد هى الثمر ، فأولاد الله دائما مثمرين وليس فيهم عقيم ( نش 4 : 2)، ولكن أعلم تماما يا صديقى أن هذا الثمر لا يتأتى للإنسان إلا بمؤازرة روح الله وعمله داخل نفسك ، وهذه المؤازرة بدورها لا تأتى للإنسان إلا عندما تطلبها أنت فعلا من الله ، لان الروح القدس يعطى للذين يسألونه (لو 11 : 13) فهل ترغب فى ذلك .. إن الله على استعداد أن يعطيك لمجد أسمه العظيم ولكى يتمجد بك وفيك ، فهل ترغب فى ذلك ، هل ترغب فى أن تعطى نفسك عروس للمسيح فيحكى لها عن كل أسراره وتصير مغبوطة منه وقريبة اليه ، ويهبك ما تسأله لها ، بل فوق ما تسأل أو تطلب ، إن الحل والطريقة أن تضع نفسك الآن تحت يد الروح القدس ، حتى ترى عجباً وعظائم وبركات فى حياتك …لك القرار والمصير .









www.tips-fb.com

" كم مرة أردت … و لم تريدوا .. هنذا واقف على الباب و اقرع .. أنت أبنى "




" كم مرة أردت … و لم تريدوا .. هنذا واقف على الباب و اقرع .. أنت أبنى "


يقدم لنا الله كل يوم دعوة أو أكثر ، فهل أصغيت ذات مرة لمضمون كل دعوة ؟
كل دعوة فى حقيقتها دعوة لنجاة نفسك ونفسي .. لافتداء حياتك وحياتى .. لتحريرك وتحريرى…
الدعوة لنجاتنا جميعاً ودخولنا ملكوت السموات ومعاينة بل ومشاركة المجد العتيد أن يستعلن فى أبناء النور وبنو الملكوت .
إن قصد السيد من دعوته لنا لا لكى نحيا فى الألم والحزن والأوجاع ولا لكى يرى أبنائه يبكون ويحزنون من شدة الألم وثقل الصليب ، لأنه مكتوب أن الله " يمنحنا كل شيء بغنى ( للتمتع ) (1تي 6 : 17) .

، ولكن لكى نعرف سر وجودنا فى دائرة الحزن والألم ، علينا أن نرجع بأذهاننا إلى حياة آدم الأولى قبل التعدى لنعرف ونتيقن تماماً أن الألم جلبه الإنسان على نفسه بالتعدى والمعصية ، وأن حياته فى البر والتقوى ومخافة الله وطاعة الوصية كانت له ضامناً وحافظاً له من الطرد والخوف والعقوبة والاختباء وراء الأشجار والاكتساء بورق التين والقلق من الوجود فى الحضرة الإلهية ثانية..
أراد الله من آدم أن يكون طائعاً للحق ومقدساً فى الوصية ، لذا وضع له الوصية : " و أوصى الرب الإله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. و أما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت " (تك 2 : 16، 17) و كان ذلك بغرض أن تقيه الوصية من السقوط باعتبارها سراج الحق والطريق إلى الله ، ولكن جائت إرادة أدم على عكس إرادة الله تماماً.. وهذا كان سبباً من أسباب فقدانه الصورة الإلهية والبهية التى خلق عليها وأرادها الله له وأكرمه بها وميزه بها عن سائر المخلوقات.
واليوم يضع الله أمامنا الوصية الإلهية ذاتها التى بموجبها وعلى ضوء إتباعها يسير الإنسان فى كمال وتقوى وبر ، محبوباً بحفظها أمام الله ، ومقدساً بتنفيذها فى طاعة الحق… يريد الله من الإنسان أن يغلب وينتصر بها على الحية ( إبليس ) ويكون بحفظها كل حين بلا لوم أو عيب أمامه ، فلا يهرب وراء الأشجار، ولا يختبىء خجلاً من كونه عريان ، ولا يخشى من صوت الله حين يناديه ..
حقاً أن المخالفة والتعدى يجلبان غضب الله على الإنسان المخالف والمتعدى .. ولكن محبة الوصية والعمل بها تجعل من الإنسان خليلاً لله وصديقاً له " لا أعود اسميكم عبيدا … لكني قد سميتكم أحباء .. " (يو 15 : 15)

يدعونا الله يا صديقى ، ويدعو كل إنسان ،لكى تكون له حياة مقدسة وعيشة مباركة حينما يأتى إليه ويقبل المسيح فى حياته ، حينئذ تكون مشيئته الشخصية على مستوى مشيئة مسيحه .. فيصبح وقتئذً الفكر مقدس والقلب نقياً والميول مباركة والرغبات روحية ، والكيان الداخلى متهللاً بالمسيح وبعمله العجيب ، وهذا هو قصد الدعوة وإرادة السيد فى حياة الكل ..

إن السيد المسيح فى كل لحظة ، بل كل لحيظة ، يقرع على قلوبنا لكى يدخل ويحقق إرادته فى حياتنا ونتمتع بأمجاد نعمته وبركاته فى حياتنا وبتجديد شركة روحه النارى العجيب ، ولكن كثيراً ما نفضل الإصغاء لصوت العالم ونداءات الشيطان وجنوده ، ونغفل تماماً عن دعوة السيد ، وحتى ولو كان فى سبيل ذلك أن تكون حالة كل منا أبان تبعيته للشيطان ، أن يذل ويئن ويفقد سلامه الداخلى .

إن الذين يفعلون هكذا ، أى الذين يفضلون تبعية إبليس ويعطون لمتطلباته الأولوية والأهمية ، هؤلاء هم الذين قال عنهم الكتاب " الذين يحسبون تنعم يوم لذة أدناس و عيوب يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم " (2بط 2 : 13)، لذا تراهم ياصديقى كل حين فى سبيل وصولهم وحصولهم على هذه اللذة يبيعوا أجسادهم وحياتهم وأوقاتهم للخطية والإثم والفجور أولئك " الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى و هلاكهم لا ينعس (2بط 2 : 3)
إن الذين يحفظ التاريخ ذكراهم ويخلد سيرهم بالخير والبركة ، أولئك هم الصديقون الذين رفضوا أمجاد هذا العالم الزائل وهذه الدنيا الباطلة طمعاً فى النصيب الباقى ولا يزول المحفوظ لهم فى السموات .. فكثيرون من الأغنياء كانوا يعيشون فى زمن القديس أنطونيوس الكبير .. ولكن لم نسمع عنهم شىء .. لماذا؟
لأنهم عاشوا لشهواتهم وملذاتهم رافضين مشورة الله من جهة أنفسهم ولم يصغوا لصوت الله فى حياتهم فبادوا كالحيوانات وبادت معهم كل أعمالهم الرديئة لأن ذكر الصديق هى التى تدوم إلى الأبد كما يعلمنا الكتاب المقدس.

صديقى إن الله مازال يقرع على باب قلبك ويقول لك أفتح لى .. أنت لى .. أنت إبنى .. جئت ليكون لك أفضل ..
فأفتح له الآن للتمتع بعشرته وغناه فى حياتك
ولا تنسى أن زمن الدعوة محدود وزمن التوبة أيضاً محدود لأنه سيأتى الوقت الذى سيقول فيه الله لكل الرافضين له وللذين رفضوا أن يملك على حياتهم " أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فاتوا بهم إلى هنا و اذبحوهم قدامي "(لو 19 : 27) لماذا يارب سيقول لك : " و أعطيتها زمانا لكي تتوب عن زناها و لم تتب ، ها أنا القيها في فراش و الذين يزنون معها في ضيقة عظيمة إن كانوا لا يتوبون عن أعمالهم. " (رؤ 2 : 21 ، 22).




www.tips-fb.com

قائمة انتصارات (الانتصار على الميول الرديئة)

قائمة انتصارات (الانتصار على الميول الرديئة)

كثيرا ما ينعطف الإنسان نحو أمور باطلة وأشياء رديئة وتشكل فى حياته عادات رديئة يصعب التغلب عليها مستقبلا ، وميل الإنسان لهذه الأمور ليس فقط خطية تحسب على الإنسان بل أمرا خطيرا يهدد سلامة وحياة الإنسان ومستقبلة وربما سلامة وحياة المحيطين به أيضاً.
وضعف الإنسان أمام بعض الأمور الباطلة والأشياء الرديئة ربما يكون حقا وفى الأصل مرجعه الأساسي الضعف البشرى فى الإنسان ،ولكن لأجل دوام واستمرارية علاقة الإنسان بالله وجب الانتصار علي هذه الأشياء الرديئة وتلك الأمور الباطلة فور اكتشافها ، إذ أن من شأن السكوت عليها هو حتماً صيرورة هذه الميول عادات رديئة فى حياة الإنسان يصعب فيما بعد التغلب عليها ، لذا يكون من الأجدر للإنسان ومن الضرورة بمكان القضاء على كل ميل ردىء فى حياته وعدم السكوت على وجوده ضماناً لمستقبل أفضل وحياة هادئة فى ظل رعاية المسيح وسلامه .
وغنى عن التوضيح عدم قدرة أحد ما على معرفة عدد أو قدر ما بداخلة من ميول باطلة ورديئة ، ولكن بمقدور كل أحد وبسهولة معرفة ما بداخله من ميول باطلة ورديئة إذا ما ترك للروح القدس الذى بداخله تبكيته عليها .

وغنى عن التوضيح أيضاً أن هذه الميول باطلة ورديئة فى حد ذاتها ثعالب صغيرة مفسدة للكروم فلكى تنمو شجرة حياتك الروحية وتنتفع وتنفع الأخرين بثمارها عليك بمقاومة كل ما يصيبها من آفات رديئة …

وأعلم تماما أيها الحبيب فى الرب :
1- أن كل ميل ردىء هو زنا روحى ، لأن الزنا كما قالوا عنه ليس هو فقط الاتصال الجنسى غير الشرعى بل وأيضاً كل ذهاب وراء جسد أخر غير الله وكل محبة أخرى بعيدة عن محبة المسيح .

2- أن كل ميل ردىء معناه الارتضاء بالسلوك حسب الجسد والخضوع لناموس هذا الجسد وذلك على حساب ناموس المسيح والتمتع بأمجاد الخليقة الجديدة وشركة ميراث القديسين .

3- ليس العيب أو الجرم فى أن ترد علينا أفكار الميول الباطلة ولكن الكأبه والحزن والشقاوة لكل من راح يطيع هذه الميول حتى صارت فى حياته عادات متأصلة وصخور قوية وعوائق منيعة فى طريق وصوله لملكوت السموات.

4- ترك معترك الجهاد الروحى يأتى نتيجة تنفيذ مشيئة الجسد ، وتنفيذ مشيئة الجسد يأتى نتيجة التغافل عن الجهاد الروحى ، أو ترك معترك الجهاد الروحى إلى حين والسبب فى هذا وذاك هو ترك الوقوف اللازم ضد كل ميل ردىء يخترق النفس .

5- الروح القدس يرغب تماماً فى أن يقدس ميولك حتى تصير على مستوى مشيئة الله ، ولكن سيبدأ فى العمل على تقديسها حينما تعبر له عن ذلك وتكون موافقاً على خطته لأجل صيرورة ميولك مباركة تستحق بسبها البركة والنعمة ومسرة الله .

6-صلب الميول الرديئة وسيلة مباركة لحياتك لأنه سيكون سبباً فى راحة بالك وسلامتك ونجاتك من كل خطر وقلق ، وربما نجاتك أيضاً من كل مرض ومحنة وتجربة .
7-ليكن أمامك كل حين قول معلمنا بولس الرسول " و نحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب " (2كو 5 : 6) فطالما كانت النفس مأسورة بميول أرضية فهى ليست مقدسة فى الرب ولا فى طاعة الحق ، وحتماً ستهلك بميولها الرديئة.

8-أبناء النور لا يختارون لأنفسهم طريقاً يسلكون فيه بل أن ميولهم المقدسة جعلتهم يمتلئون بروح الله الذى يقود الإنسان فى طريق لا يعثر فيه وأفاق مباركة لا يندم على السير فيها ، وشتان بين فريق يسلك أصحابه ولا يندمون وأخر لا يعرف أصحابه كيف يسلكون ودائما متحرين .

9-" من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا و من يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية " هكذا علمتنا كلمة الله وحكمته ، وبالتالى فمن يسلك حسب ميوله الرديئة حتماً سيحصد ندم وحزن وكآبة لا تنتهى ، وربما خسارة لا توصف وعواقب لا تحتمل .

10-طوبى لعيون امتلأت بالدموع على وجودها فى أرض السبى بالميول الباطلة و الرديئة لأنها حتماً سيتعزى أصحابها يوما من الأيام برجوعهم إلى بلاد رحمة ومعرفة الله .

11- طوبى لقلوب مليئة بالصبر رفضت كل ميولها الباطلة ولم تبرح يوماً من الأيام معترك الجهاد الروحى ، لأنه حتماً سيعاين أصحابها مجداً من الله فى حياتهم .

12 - الحزن والكأبه والشقاوة والغباوة لكل نفس ظنت أن الانعطاف الوقتى لأمر زمنى مبهج سيثمر لها متعة تدوم وأفراح تبقى لها مدة أيامها على الأرض ، حقاً مثل هذه النفس مخدوعة من الشياطين و لا تحمل بداخلها روح المكتوب " باطل الاباطيل الكل باطل " (جا 1 : 2).

13- اختبار القديسين الذين عاشوا فى المتعة والسلوك حسب الجسد زمناً ثم تيقظوا وتابوا يؤكد لنا تماماً أن المتعة التى تأتى نتيجة طاعة الميول والأهواء الرديئة لا تحمل فى داخلها شىء من الحق والبركة والنفع ، وإلا كانوا قد أكملوا باقى أيامهم فى العيش تحت نير هذه المتع وما سمعنا بالتالى عنهم ولا على انتصاراتهم ……..

14- الإنسان الذى امتلئ قلبه بمحبة للمسيح لا يطيع إلا ناموس المسيح ، وما أسهل على هذا الإنسان أن يصلب أهوائه وشهواته لأنه مكتوب أن "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء و الشهوات (غل 5 : 24).

وقبل أن أختم مقالى أود أن أقول لك أيها الحبيب فى الرب أن الله يرغب الآن فى تقديس ميولك حتى تصير أنساناً جديداً مخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق وتكون له ابناً تأخذ منه ما تشاء وما تطلبه بل وأكثر مما تطلب أو تفتكر ، حقاً فى اليوم الذى سيقدس فيه الله ميولك ورغباتك وأهوائك فى هذا اليوم ستحلم بشىء واحد وهو أن ترى " سماوات جديدة و أرضا جديدة يسكن فيها البر "؛ فهل تقبل عمله الآن ؟! لك القرار والمصير. صلى لأجلى كثيرا .. الرب معك .


www.tips-fb.com

" و الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه لان هيئة هذا العالم تزول "


" و الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه لان هيئة هذا العالم تزول "

(1كو 7 : 31)


كثيراً ما يخال لنا أن حياتنا على الأرض ستدوم أو على الأقل أن زمن نهايتها ما زال بعيداً ..وفى تسليمنا لهذه المعتقدات المزعومة و الكاذبة نضيع أنفسنا ونبتعد عن ملكوت الله ، بل وبهذا أيضاً نبدد ميراثنا الأبدى الثمين والمحفوظ لنا فى السموات.
ولكن الحقيقة التى تؤكدها لنا المسيحية والتى ثبت صحتها هى أن حياتنا على الأرض كما وصفها معلمنا يعقوب الرسول " بخار يظهر قليلا ثم يضمحل " (يع 4 : 14) ، او كما عبر عنها معلمنا داود النبى وقال عنها أنها " أشبار" (مز 39 : 5) ، هذا بالإضافة لأنها " قليلة و ردية " (تك 47 : 9)، ومن ثم فهى قصيرة المدة وفانية بطبيعتها .
ولعل أبرع مثال على صحة هذه الحقيقة هو حكيم الأجيال سليمان الذى أبعد أختبر وذاق من ملاذ الدنيا وشهواتها وشرب من كأس الشهوة وينبوع الخطية ووجد نفسه أنه لم ينفعه شىء منها قال عبراته المشهورة " باطل الأباطيل الكل باطل " (جا 1 : 2) ، لماذا ؟ لأن " العالم يمضي و شهوته و أما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد (1يو 2 : 17) ".
فنعم للإنسان الذى تيقن من حقيقة زوال هذا العالم وملذاته وأرتضى أن يقبل مشيئة الله فى حياته وأصبحت مشيئته الشخصية على مستوى مشيئة المسيح .. لأنه حينما تصبح مشيئة الإنسان على مستوى مشيئة المسيح ( فهذا هو الأيمان وهذا هو حمل الصليب ) الصليب الذى يستطيع به الإنسان أن ينتصر ، والأيمان الذى يقدر الإنسان أن يغلب به العالم لأن " هذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا " (1يو 5 : 4 ).
ولا تظن أنك ستجد الشبع والدفء والارتواء من استعمالك لملذات العالم ، لأنه من المؤكد والثابت حقاً أن النور والشبع و والارتواء والصواب ليس فى العالم ولا فى الخرنوب ولا بالشرب من بئر يعقوب ، بل فى المسيح .. نور العالم وخبز الحياة والماء الحى والطريق إلى الأب والحرية والمجد ..

إن الله يدعونا اليوم لكى نعرف هذه الحقيقة الهامة ، وهى أن الذين يعيشون ويتعاملون مع العالم ، إنما يضيعون أنفسهم وأوقاتهم سدى.. وسيحاسبون على هذا الأمر .. أما الذين تسير سفينة حياتهم ويقودها المسيح فلهؤلاء سلام وأمان ونعمة ، لأن قائدهم ومرشدهم هو المسيح الذى افتداهم بدمه الطاهر والثمين ..
منذ أكثر من سبعين سنة غرقت السفينة العظيمة تيتانيك هل تعرفون لماذا…؟؟؟ لأن الذين صمموها قاموا بتصميمها على أحدث الطرة وقام بذلك أحرف مهندسين العالم وقتئذ ولأن شدة ثقتهم فى تيتانيك وثقتهم بأنها لن تغرق لم يضعوا على السفينة قوارب نجاه تكفى عدد المسافرين عليها وياللمفاجأه لقد غرقت تيتانيك.
وبعد مدة وجيزة من حادثة تيتانيك التى أفزعت الناس كان هناك سفينة مبحرة إلى أوروبا وقد أصاب المسافرين عليها الهلع والفزع بسبب حادث تيتانيك. وفعلا هبت عاصفة مدمرة فطلب القبطان من المسافرين ان يتجمعوا فى وسط السفينة ولكن شاعت بين الركاب أشاعه بأن قوارب النجاة لا تكفى وان القبطان وطاقم السفينة سيأخذون العدد المحدود هذا من القوارب وينجوا بأنفسهم ويهلك الباقيين. فانهار ركاب السفينة وساد الذعر عقول الناس. وفى وسط هذا وجدوا طفل صغير يهدئ من روعهم ويقول لهم لا تخافوا لن يهرب القبطان ويتركنا. فسألوه من أين أتيت بهذه الثقة في القبطان. فقال لهم القبطان أبى وانأ معكم على ظهر السفينة ولا أظن انه سيتركني اهلك وينجو بحياته.
وأنت يا صديقى من هو قائد سفينتك .. هل هو المسيح يسوع أم أبليس وأعوانه ؟
من الذى تثق فيه أكثر .. ذكائك وقدراتك أم نعمة الله وعنايته ؟
من الذى تعبده وتسجد له .. المسيح يسوع أم ذاتك وشهواتك ؟
صديقى لابد أن تعلم أنه إذا كان إلهك هو ذاتك أو كنت تثق فى ذكائك وقدراتك وكنت عابد لذاتك وشهواتك ، فاعرف أنك تستعمل العالم الذى ليس فقط سيزول بل أنه حقاً يزول كل لحظة تلو الأخرى " وهذا ما أوضحه لنا جلياً الكتاب الذى قال " العالم يمضي و شهوته و اما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1يو 2 : 17).
أنها دعوة لك اليوم يا صديقى .. أن تفتح قلبك للمسيح لتختبر مجد عمله العظيم فى حياتك ويملأك من روحه النارى ومواهبه الثمينة وتكون حقاً من أولاده .إن كنت لا تستطيع المسيرة والتبعية معه فأعلم أنه " لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود " (زك 4 : 6)، نعم هو روح الله الذى سيعمل فيك حتى تكون تكون لك صورة الله فى البر وقداسة الحق.. وتيقن تماماً أن يسوع يستطيع أن يحررك تماماً من كل رباطات العالم المختلفة ، نعم وحقاً يستطيع " لأن كل من يدعو بأسم الرب يخلص " وأيضاً " إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (اع 2 : 21، يو 8 : 36).
أنها حقاً فرصة لك اليوم أن تبدأ مع يسوع معطياً أياه القيادة والسلطة وأن يملك على حياتك صانعاً منك أنساناً أخر لمدح مجد نعمته وإكراماً وتمجيداً لفعل روحه القدوس النارى .
انك ياصديقى حقاً ربما تعيش فى واقع مؤلم وتجتاز بظروف صعبة وضيقات لا تحتمل … ربما تكون حقاً محق فى سردك لهذه الضيقات وتلك الظروف .. ولكن دعنى أقول لك أن هذا ليس غريباً طالما تعيش بعيداً عن المسيح وطالما انك ليس بعد من أهل بيت الله ولا من رعية مع القديسين ، وهذا ما أكده بالفعل لنا السيد عندما قال " قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق .." (يو 16 : 33) ولكن فى الوقت نفسه أوجد لنا الحل ودبر لنا المخرج حينما قال " و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم "(يو 16 : 33) .
أما إذا كان سبب رفضك لتبعية المسيح هو ظنك بأن سيرك وراء المسيح وعملك بتعاليمه سيجعل من حياتك شىء لا يطاق فكل ما عليك فعله هو أن تتأمل فى لقاء السيد مع السامرية ( يو 4 ) وترى عمله المفرح مع السامرية، وأن تتأمل فى لقائه مع المخلع ( يو 5 ) لترى عظمة نعمة الأبراء التى نالها هذا المخلع ، ومن ثم مدى ما حظى به من سرور وبهجة ، وأن تتأمل الحياة الجديدة والبركات الوفيرة التى عاش فيها الأبن الشاطر بعد أن رجع إلى حضن أبيه ( لو 15 ) ، وأيضاً عمله مع زكا العشار (لو 19 ) وما حصل لبته فى هذا اليوم من خلاص ، وموقفه أيضاً من المرأة الخاطئة فى ( لو 7 ) والمرأة التى أمسكت فى ذات الفعل ( يو 8 ) و ورد فعله من أعمال شاول الطرسوسى التخريبية (اع 9) وكيف رغم كل شره واضطهاده للكنيسة دعاه واستخدمه ليحمل أسمه أمام أمم و ملوك و بني إسرائيل (اع 9 : 15)، وكثير من النفوس كانت ميتة بشهوات العالم ، ثم عاشت ثانية ، لأنها وجدت الحياة والأمل والرجاء ؛ المسيح ؛ له كل مجد وكرامة إلى أبد الدهور أمين .

اذكرونى فى صلواتكم


www.tips-fb.com

قائمة انتصارات ( الانتصار على الذات )" الأنا "


قائمة انتصارات ( الانتصار على الذات )" الأنا "

" فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا. الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس.و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب.لذلك رفعه الله أيضا و أعطاه اسما فوق كل اسم. لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الأرض و من تحت الأرض.و يعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب. "

(في 2 : 5 – 11 )


كلما تثار عبارة إنكار الذات أو الانتصار على الذات يثار معها تساؤلات عديدة تدور فى إطار واحد وهو لماذا الانتصار على الذات رغم أنني مخلوق على صورة الله ومثالة فى البر وقداسة الحق ، الأمر الذى ينبغى معه أن أفرح بشخصى وبذاتى وبأفكارى طالما أنا مخلوق بالحقيقة على صورة الله ومثالة .
وللإجابة على ذلك نقول :

1- أن الانتصار على الذات يعطى للإنسان أن تكون أهوائه نقيه وميوله مباركة ورغباته مقدسه ، لأن لسان حال الإنسان الذى ينتصر على ذاته هو " أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في " (غل 2 : 20)، ومن ثم فلا يصيب مثل هذا الإنسان ندم ولا تلحق به ضيقة ليست على مستوى مشيئة الله ، وهذه هى مسرة الله من ناحية كل إنسان أن يحيا الإنسان ، كل إنسان ، فى فرح دائم يمجد أسم خالقه ، وهذا ما أعلنته لنا بوضوح رسالة فيلبى والتى جاء فيها أن الله " يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع " (1تي 6 : 17)

2- أن الانتصار على الذات يعطى للإنسان أن يمتلئ بروح الله ، الذى يحل ويعمل فى المتضعين والمنسحقين ، لا فى نفوس الذين يسيرون حسب أفكارهم وشهواتهم ، و ما أحوج الإنسان للسلوك والحياة حسب الروح فى وسط هذا العالم الذى وُضع فيه الشرير وزادت الحاجة لدى الكل للامتلاء بروح الحكمة والإفراز والسلوك حسب الحق الإلهي المعلن فى الإنجيل ، الأمور التى يكفلها لنا الامتلاء بالروح وليس السلوك حسب أهواء الجسد .

3- أن الانتصار على الذات يعطى للإنسان أن يعمل حسب إرادة الله وقصده ويعطى أيضا فرصة لله أن يحقق إرادته فى حياة هذا الإنسان ، والتى بدونها لا يرى الإنسان نجاحات أو انجازات فى حياته ، بل وأقول أيضا لا يرى مثل هذا الإنسان استجابة لطلباته ، لأن الذى يرفض إرادة الله هو الذى يرفض حقيقة العشرة معه ، فإرادة الله أن نسلك حسب إرادته ، فكيف تُسمع لرافض إرادة الله طلبه فى السماء ، هذا مستحيل ، وهذا حق لا يقبل الاستثناء ولا يحتمل التأويل إطلاقا .

4- أن الانتصار على الذات يريح الإنسان من أتعاب و ألامات السلوك حسب أهوائه الرديئة وميوله الخبيثة ، وما أكثر المأسورين الآن بقيود لا تعد وضيقات لا توصف ثمرة سلوكهم حسب ميولهم وأهوائهم ونتيجة رفضهم لمشيئة الله من جهة أنفسهم التى كانت ستجعلهم يعيشون فى واقع مختلف تماما عن الواقع المؤلم الذى يئنون منه الآن ، ولكن هيهات ، ناهيك عن مقدار العوز والحاجة فى حياتهم اليومية والمذلة التى أصبحت سمة واضحة فى حياتهم وعلامة واضحة الدلالة فى أعينهم وأعين الراثين لهم على أن هؤلاء التعاسى قد اختاروا لأنفسهم يوما من الأيام طريقاً غير صحيحاً ولا تضمن لمن يسلك فيها نصيبا من السعادة أو السلام .

5- أن الانتصار على الذات طاعة لوصايا المسيح وإصرار قوى وفعلى من الإنسان نحو السلوك حسب ناموس المسيح والسير حسب خطواته ، وهذا يتأتى نتيجة لرفض الإنسان لناموس ذهنه الفاسد واليقين التام بعدم جدوى هذا الناموس الفاسد فى تغير مسار الحياة نحو الأفضل ، بل وعدم جدوى هذا الناموس ذاته فى إحراز القليل من النجاح والانجاز والرقى فى أبسط مجالات الحياة .

6- أن الانتصار على الذات قبول إرادى للتلمذة فى مدرسة المسيح ، وهذا يعنى أن الروح لا يرغم الإنسان على تركه لعبادة ذاته ولا يجبره على تبعية المسيح ، إنما الروح يبكتنا فقط على عبادتنا للذات ويزكى لنا الحياة حسب المشيئة الإلهية و السلوك حسب روح الإنجيل .

7- أن الانتصار على الذات هو الطريق إلى السلام الحقيقى والوسيلة إلى الحرية فى المسيح والفرح الروحانى الذى يدعو إلى الحيرة الدهشة والتعجب ، وربما الدعوة إلى تبعية المسيح أجلاً أو عاجلاً .

8- أن الانتصار على الذات هو إعلان صريح من الإنسان يعبر فيه عن رفضه لمملكة الظلمة والشر ، وإصراره على السير فى طريق النور الحقيقى والمجد الروحانى والحرية فى المسيح ، حتى ولو جاء ذاك الانتصار بعد صراع طويل بين الأنا والإرادة الإلهية ، فرغبة الحق مازالت موجودة وهى أن يقبل الجميع دعوة الروح لترك عبادة الذات وأن تصير حياتهم مقدسة فى هذا الحق ، بل أن هذا الحق فى غاية الاستعداد لتقديس كل نفس فيه حتى يكون الجميع واحد (يو 17 : 21) وفى غاية الشوق لجعل الجميع خليقة جديدة فى المسيح يسوع ، لهم فكر المسيح وفيهم روح الطبيعة الجديدة .

9- أن الانتصار على الذات هو الارتضاء الصريح بصليب العفة والسلوك حسب طهارة القلب ، ولو كان ثمن ذلك هو ضرب الرأى الخاص بعرض الحائط واضمحلال الكيان الشخصي والإحساس بالغربة والوحدة وسط كيان يميزه الطابع الاجتماعي و تسوده روح المجاملات وكل معانى الصداقة.

10-" لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها " (اف 2 : 10) … والسلوك حسب الأهواء والذات سلوك بخلاف الدعوة والرسالة المكلفين بها من قبل الله ، وهذا كافى تماماً لجعلنا غرباء و نزلا ، أى لا من رعية مع القديسين ولا من أهل بيت الله .


11- " السلوك حسب الذات والأهواء سلوك ضد الإيمان " و كل ما ليس من الإيمان فهو خطية " (رو 14 : 23).

12- يحذرنا بولس الرسول من السلوك بالعيان لا بالإيمان " لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان (2كو 5 : 7) " فما بالكم بالذين يسلكون بالأنا لا بالإيمان.

13- أن الانتصار على الذات هو الرفض الكامل لمشيئة الجسد ولناموس الخطية والإصرار الدائم ، كل الإصرار ، على الخضوع التام لناموس الحرية الذى فى المسيح يسوع والحياة حسب الروح اقتداءا بالمنتصرين .

14- أن الانتصار على الذات يأتى ثمرة اليقين بأهمية بل وحتمية صلب الجسد والأهواء لضمان الحصول على نصيب أوفر من حرية الروح وقسط أكبر من مواهب هذا الروح.

15- أن الانتصار على الذات هو الطريق إلى الاستنارة بالمسيح ومعرفته معرفة حقيقية لا تحتاج إلى أدلة وبراهين عقلية ، بل معرفة اختباريه تدعو إلى الكرازة بالاسم الحسن الذى للمسيح يسوع والحق الطاهر الذى فى الإنجيل .

16- أن الانتصار على الذات هو وسيلة مباركة للامتلاء بروح السلام والهدوء ، والطريق نحو العيش فى نقاء السيرة ، بل والوسيلة الفعالة فى إيجاد السلام مع النفس ومع الله والناس أيضاً.

17 - أن الانتصار على الذات لا يعنى ترك مبدأ أخذ الرأى والمشورة من الآخرين بحجة الامتلاء بالروح والحكمة ، بل نحن فى كل حين علينا معرفة مدى سلامة وصحة ما لدينا من أراء وأفكار فالضورة موضوعة علينا ، رغم الانتصار ، ان نعطى مكاناً للأخذ بمشورة أهل المعرفة وذوى الخبرة .

18- أن الانتصار على الذات دليل واضح على رفض الإنسان لكل ألوان المقاومة لعمل روح الله والارتضاء بخطة هذا الروح التى تضمن تحرير الإنسان والوصول به الى ميناء الخلاص .

19- أن الانتصار على الذات دليل قاطع على أن الإنسان يرغب فى أن يحيا فى ظل النعمة الإلهية ، وفى خضوع تام لمستوى مشيئة المسيح ، التى تود السير به إلى أفاق النور والكمال والتقوى التى يوصى يها أنجيل المسيح .

20- أن الانتصار على الذات وسيلة مباركة ينال بسببها الكثير من التعزيات الإلهية والبركات السمائية التى لا توهب إلا لأصحاب القلوب المنسحقة والذين تيقنوا تماماً من مجد غنى بركات الخضوع والطاعة حسب أنجيل المسيح .

21- أن الانتصار على الذات علامة على الرفض التام من الإنسان لكل عادة مرذولة وكل سلوك ليس على مستوى مشيئة الله والإصرار على الحياة بالطهارة والعفة عملاً بتعاليم المسيح الصادقة واقتداءا بكل الذين نجحوا فى أن يحيوا للمسيح وحده .

22- أن الانتصار على الذات يأتى ثمرة رغبة الإنسان فى أن يحسب واحدا من أهل بيت الله الذين يسلكون بروح المسيح ويؤهلون لمشاركة مسيحهم المجد العتيد أن يستعلن فى اليوم الأخير.

23- أن الانتصار على الذات هو قبول إرادى من الإنسان للدخول فى معترك الجهاد الروحى مع التسليم بحتمية هذا الدخول وحقيقة مكنة الانتصار.

وقبل أن أختم مقالى أود أن أقول لك أيها الحبيب فى الرب أن ذاتك هى العدو اللدود الذى يحارب نفسك ويمنعها من رغبة تقديسها فى الحق ويحرمها متعة اتحادها بعريسها السماوى … فلا تشفق على من لا يشفق على أبديتك ولا على من يحاربك طول اليوم لكى تفقد سعادتك الأبدية .. أطلب نعمة الرب التى تستطيع أن تغلب بها كل شىء ، نعم كل شىء ، أطلب منه وبلجاجة كى تتحرر من عبودية ذاتك وتنتصر على الأنا التى تفقدك كل حين كرامتك وامتلائك من روح النعمة والإتضاع ، أطلب منه الآن وحتماً ستأخذ لان هذه هى مسرته أن يكون لنا فكره ، ونحمل فى داخلنا روحة النارى ، حقا أنه هذا سيكلفك الموت كل لحظة من أجل أسم المسيح ، " و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا " (رو 8 : 37).. أبدأ الآن فى إطار من التدرج والجدية وسترافقك النعمة بقوة لكى تغلب وتنتصر ، لك القرار والمصير. صلى لأجلى كثيرا .. الرب معك .
www.tips-fb.com

توجيهات فى حياة التسليم ( 1) .

+ ليس التسليم عمل قهرى أو إجبارى لإرضاء سلطان الله ،ولكنه عمل نابع عن الإيمان العامل بالمحبة من قلب ملئ بالإيمان بان الله هو القادر والمحب والرحيم والحكيم والعادل والموجود والذى يجازى الذين يطلبونه .

+ اخلع ثوب الكبرياء والخوف الذى ترتدية لان النفس التى فيك عروس المسيح والعريس قد اشتهى طهرها .

+ التسليم لا يعنى جلب التجارب على النفس بل هو في الحقيقة إبعاد لكل المؤذيات والمخاطر التى تأتى نتيجة السلوك حسب الذات .

+ سارع بالتسليم ولا تدع تبكيتك ليوم مكافأة من عاشوا حياة التسليم .

+ إذا كنت تبتغى ثمار جيدة للتسليم فكل ما عليك أن تخلى نفسك من شهوة إعمال أفكارك حتى يجد روح الله فرصه ليعمل فيك ، فهو قادر أن يعمل رغم ارادتك ، ولكنه يريد منك أن تقدم ذاتك قربان محبه على مذبح الحب الإلهي.. و " لكي لا يكون خيرك كانه على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار " (فل 1 : 14)

+ إن روح التحكم والسيطرة فينا هى التى تعطل عمل الله من التدبير الإلهي للخلاص ، ومن ثم فعلينا ان نمتنع عن طاعة أفكارنا وجعل الإرادة الإلهية وإعلان المشيئة السماوية هما المسعى الأول عند بداية كل أمر .

+ تذكر كل حين أن الطاعة تؤدى إلى الشفاء والإيمان يحسب للإنسان براً والتسليم يجلب البركات .

+ تذكر أيضا أن الإنسان مهما بلغ من الحكمة درجات فاق بسببها أهل زمانه فانه مازال قاصرا وضعيفاً أما عظمة التدبير الدائم ، فهو إن نجح في إنجاز بعض الأمور فان الحظ قد لا يحالفه في بقية الأمور الأخرى، لذا فالحكيم هو الذى يلجا ويستعين برأى ومشورة أهل الخبرة والمعرفة من اجل السلام الدائم والنجاح المستمر ،أما الذى يسبح مع أفكاره فى فلك مستقل عن المشورة فان السقوط والخراب يلحقان به .

+ لا تظن انك بفطنتك تستطيع آن تصل بسفينتك إلى الميناء بسلام ، لأنه مكتوب " بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا " (يو 15 : 5)

+ لا سبيل للتوبة عن زنا النفس والتحرر من سلطان الذات إلا بالتسليم.

+ عليك كل حين أن تكون في ملئ اليقين انه طالما قد أسلمت أمرك لله فانك قد دخلت ميدان التسليم، ذلك الميدان الذى هو بمثابة القصر المحاط بسياج منيع ،وبهذه المثابة لا يجسر أحد أن يمسك بالأذى طالما كنت بداخله .. فلا يُمارس الأذى إلا على الذين يسيرون تبعاً لأهوائهم وابتعدوا عن ميدان التسليم ،أما إذا ارتدنا ميدان التسليم وجدنا كل من فيه شخصيات مليئة قلوبهم بالسلام والفرح ….، رغم وجودهم فى معترك الجهاد الروحى ، بل وصراعهم مع اجناد الشر الروحية.

+ لا يحسب على الذى مارس التسليم انه قد عمل كل ما يقع علي عاتقه عندما يترك الله لكى يعمل إرادته الصالحة المرضية الكاملة، فالتسليم يتطلب الاستعداد التام لعمل المشيئة الإلهية، حتى لو جاءت على نقيض الرغبة الكامنة داخل النفس في عمل شئ معين أو حدوث أمر ما ،وهذا الاستعداد التام لعمل لمشيئة الإلهية يكون سبباً فى أن تعلن للانسان المشيئة الإلهية سريعا بل وسبباً فى أن تعطى لهذا الأنسان نعمة القدرة لعمل هذة المشيئة متى جائت مخالفة لرغباتة وطموحاته وليست على مستوى مشيئتة الشخصية.

( للتوجيهات بقية )



www.tips-fb.com

رسالة فى عيد الرسل الأطهار


رسالة فى عيد الرسل الأطهار



فى عيد الرسل نتذكر دائماً الجهاد البطولى الذي لآباؤنا الرسل الأطهار من أجل توصيل رسالة الخلاص وبشرى الإنجيل للعالم كله ، ..



وفى سبيل توصيل هذه الرسالة ، توصيل رسالة الخلاص لاقى آباؤنا الرسل العديد والعديد من الأتعاب والضيقات التى احتملوها بفرح وشكر فكانت سبباً فى بركة ونجاح ما اؤتمنوا عليه من رسالة ..

مثال بسيط لذلك مارمرقس الرسول الذى أتى على مصر فى غاية البساطة يحمل فى يده عصا وفى الأخرى حذاء ممزق يبحث عن الذى يقوم بإصلاحه له .. وكانت مصر فى تلك الفترة مقمسمة الى 3 أقسام أو 3 طبقات :

القسم الأول أو الطبقة الاولى : هى الطبقة الارستقراطية أو طبقة الحكام والتى كان يمثلها الرومان أصحاب النفوذ والممتلكات والمناصب الرفيعة .

القسم الثانى او الطبقة الثانية : وهى طبقة اليونانيين والتى كان يمثلها اليونانيين أصحاب الثقافة الهيلينية والتى كانت فى ذلك الوقت تتحدى باقى ثقافات العالم .

القسم الثالث أو الطبقة الثالثة : وهى طبقة المصريين أو الفراعنة ، وهؤلاء بدورهم كانوا قسمين :

القسم الأول : ويمثله أصحاب مدرسة الإسكندرية ، و كان من المعروف عن مدينة القاهرة فى تلك الفترة أنها تمثل عاصمة العالم الثقافية .

و القسم الثانى : ويمثله فئة الفراعنة الذين كانوا منشغلون بفن التحنيط فى تلك الفترة ..

فاذا ما تأملنا هذه الطبقات أو الفئات الثالثة السابقة سنجد أنه كان لكل طبقة او فئة معبود أو إله خاص يشغلها ، فالفئة الاولى كانت منشغلة بالنفوذ والممتلكات والمناصب الرفيعة كما أسلفنا ، والفئة الثانية كانت متعبدة للثقافة والمعرفة والفئة الأخيرة كانت تحت نير الانشغال بالمعرفة والفن ، ففى ظل هذه الظروف والأوضاع التى كانت تيسيطر عليها المشغولية والجهل والظلمة ، أين كان سيسمع صوت الرب ؟ و كيف ستسمع رسالة الخلاص التى كان القديس مار مرقس الرسول اتى لتبليغها فى جيل معوج وملتوى ، بل فى وسط أناس منهم من صلب المسيح نفسه ، كالرومان ، ومنهم من كانت تحكمه قوانين تدعو لممارسة العهارة والنجاسة وما هو ضد العقل والضمير ، كاليونانيين ، و منهم من كان لا يؤمن بان الجسد بعد الموت سيعود إلى طبيعته كالفراعنة الذين كان يشغلهم فن التحنيط .. لا شك أن مهمة مارمرقس كان تبدو عليها الصعوبة ، بل أقول تمام الاستحالة ، ولكن و كما تقول كلمة الله أنه " لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود " (زك 4 : 6) " ، حقاً هو روح الله الذى عمل بالقديس مار مرقس الرسول ، وفيه أيضا ، وكانت ثمرة هذا العمل و نتيجة مثابرة هذا الكاروز ان انتشرت المسيحية فى أرجاء مصر وصار لعمل المسيح ذكراً فى مصر ، بل صار أتباع المسيح فى آونة قليلة عددا يتزايد كل يوم ، وذلك رغم وجود الألم والاستشهاد والمعاناة ، بل رغم وجود الصليب كشرط لتبعية المسيح .



هذا الجهاد البطولى الذى للقديس مارمرقس لاشك انه كان سبباً فى معرفتنا بالمسيح بل واستنارتنا حقاً بالمسيح ، و الله يطالبنا صراحة أن نعى تماما لهذا العمل العظيم المثقدم من رسله الأطهار ، فيتكلم على لسان الطوباوى بولس ويقول لنا " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم " (عب 13 : 7) ، فحتما لكى تستمر رسالة الخلاص التى بعثها لنا الرب بواسطة مارمرقس وسائر الرسل الأطهار ، يجب علينا فى سبيل استمرارية هذه الرسالة أن نحافظ على هذا الإيمان بأن نجاهد فى توصيل كلمة الله لكل احد ، بأن نكرز بالمسيح فى كل وقت ، فى وقت مناسب وغير مناسب (2تي 4 : 2) ، بأن نضع أمامنا كل حين أن " ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه " (مت 11 : 12) ، بان نبحث عن أطفال مارمرقس الذين ابتلعتهم بالوعة اللامبالاة وعدم الاهتمام من قبل الوالدين بميراثهم الأبدي وحياتهم مع المسيح ، بأن لا نستحى بكلمة الله ، بأن نعرف يقينا أننا مدعوين من الله لكى نكون شهود له فى كل وقت ومكان ، بأن نحمل فى داخلنا على الدوام روح الاهتمام بعمل المسيح وبتحقيق مشيئته ، بأن لا ندع شىء من العالم يفصلنا عن محبة المسيح ، بأن نبدأ بالاهتمام بكل من ليس لهم أحد يذكرهم ، بأن نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا " (2كو 5 : 20)



كل عام وانت بخير











www.tips-fb.com