الاثنين، 21 سبتمبر 2009

رسالة فى عيد الرسل الأطهار


رسالة فى عيد الرسل الأطهار



فى عيد الرسل نتذكر دائماً الجهاد البطولى الذي لآباؤنا الرسل الأطهار من أجل توصيل رسالة الخلاص وبشرى الإنجيل للعالم كله ، ..



وفى سبيل توصيل هذه الرسالة ، توصيل رسالة الخلاص لاقى آباؤنا الرسل العديد والعديد من الأتعاب والضيقات التى احتملوها بفرح وشكر فكانت سبباً فى بركة ونجاح ما اؤتمنوا عليه من رسالة ..

مثال بسيط لذلك مارمرقس الرسول الذى أتى على مصر فى غاية البساطة يحمل فى يده عصا وفى الأخرى حذاء ممزق يبحث عن الذى يقوم بإصلاحه له .. وكانت مصر فى تلك الفترة مقمسمة الى 3 أقسام أو 3 طبقات :

القسم الأول أو الطبقة الاولى : هى الطبقة الارستقراطية أو طبقة الحكام والتى كان يمثلها الرومان أصحاب النفوذ والممتلكات والمناصب الرفيعة .

القسم الثانى او الطبقة الثانية : وهى طبقة اليونانيين والتى كان يمثلها اليونانيين أصحاب الثقافة الهيلينية والتى كانت فى ذلك الوقت تتحدى باقى ثقافات العالم .

القسم الثالث أو الطبقة الثالثة : وهى طبقة المصريين أو الفراعنة ، وهؤلاء بدورهم كانوا قسمين :

القسم الأول : ويمثله أصحاب مدرسة الإسكندرية ، و كان من المعروف عن مدينة القاهرة فى تلك الفترة أنها تمثل عاصمة العالم الثقافية .

و القسم الثانى : ويمثله فئة الفراعنة الذين كانوا منشغلون بفن التحنيط فى تلك الفترة ..

فاذا ما تأملنا هذه الطبقات أو الفئات الثالثة السابقة سنجد أنه كان لكل طبقة او فئة معبود أو إله خاص يشغلها ، فالفئة الاولى كانت منشغلة بالنفوذ والممتلكات والمناصب الرفيعة كما أسلفنا ، والفئة الثانية كانت متعبدة للثقافة والمعرفة والفئة الأخيرة كانت تحت نير الانشغال بالمعرفة والفن ، ففى ظل هذه الظروف والأوضاع التى كانت تيسيطر عليها المشغولية والجهل والظلمة ، أين كان سيسمع صوت الرب ؟ و كيف ستسمع رسالة الخلاص التى كان القديس مار مرقس الرسول اتى لتبليغها فى جيل معوج وملتوى ، بل فى وسط أناس منهم من صلب المسيح نفسه ، كالرومان ، ومنهم من كانت تحكمه قوانين تدعو لممارسة العهارة والنجاسة وما هو ضد العقل والضمير ، كاليونانيين ، و منهم من كان لا يؤمن بان الجسد بعد الموت سيعود إلى طبيعته كالفراعنة الذين كان يشغلهم فن التحنيط .. لا شك أن مهمة مارمرقس كان تبدو عليها الصعوبة ، بل أقول تمام الاستحالة ، ولكن و كما تقول كلمة الله أنه " لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود " (زك 4 : 6) " ، حقاً هو روح الله الذى عمل بالقديس مار مرقس الرسول ، وفيه أيضا ، وكانت ثمرة هذا العمل و نتيجة مثابرة هذا الكاروز ان انتشرت المسيحية فى أرجاء مصر وصار لعمل المسيح ذكراً فى مصر ، بل صار أتباع المسيح فى آونة قليلة عددا يتزايد كل يوم ، وذلك رغم وجود الألم والاستشهاد والمعاناة ، بل رغم وجود الصليب كشرط لتبعية المسيح .



هذا الجهاد البطولى الذى للقديس مارمرقس لاشك انه كان سبباً فى معرفتنا بالمسيح بل واستنارتنا حقاً بالمسيح ، و الله يطالبنا صراحة أن نعى تماما لهذا العمل العظيم المثقدم من رسله الأطهار ، فيتكلم على لسان الطوباوى بولس ويقول لنا " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم " (عب 13 : 7) ، فحتما لكى تستمر رسالة الخلاص التى بعثها لنا الرب بواسطة مارمرقس وسائر الرسل الأطهار ، يجب علينا فى سبيل استمرارية هذه الرسالة أن نحافظ على هذا الإيمان بأن نجاهد فى توصيل كلمة الله لكل احد ، بأن نكرز بالمسيح فى كل وقت ، فى وقت مناسب وغير مناسب (2تي 4 : 2) ، بأن نضع أمامنا كل حين أن " ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه " (مت 11 : 12) ، بان نبحث عن أطفال مارمرقس الذين ابتلعتهم بالوعة اللامبالاة وعدم الاهتمام من قبل الوالدين بميراثهم الأبدي وحياتهم مع المسيح ، بأن لا نستحى بكلمة الله ، بأن نعرف يقينا أننا مدعوين من الله لكى نكون شهود له فى كل وقت ومكان ، بأن نحمل فى داخلنا على الدوام روح الاهتمام بعمل المسيح وبتحقيق مشيئته ، بأن لا ندع شىء من العالم يفصلنا عن محبة المسيح ، بأن نبدأ بالاهتمام بكل من ليس لهم أحد يذكرهم ، بأن نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا " (2كو 5 : 20)



كل عام وانت بخير











www.tips-fb.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق